نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أوكسيجين نيوم، أكبر ميناء صناعي عائم يقود الثورة اللوجستية في البحر الأحمر - اتش دي كورة, اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2025 01:45 صباحاً
في قلب البحر الأحمر، وعلى مقربة من أهم الممرات البحرية العالمية، تتشكل واحدة من أكثر الرؤى طموحا في تاريخ النقل والصناعة: أوكسيجين نيوم. ليست مجرد مدينة صناعية جديدة، بل مشروع وطني عالمي يعيد تعريف الصناعة واللوجستيات، ويحول البحر الأحمر إلى قلب نابض للتجارة الذكية، انسجاما مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
أوكسيجين هي المدينة الصناعية لمشروع نيوم، مصممة على شكل ثماني الأضلاع يمتد معظمه في البحر. ما يميزها أنها لا تفصل بين الميناء، المناطق الصناعية، والمراكز اللوجستية، بل تدمجها في منظومة واحدة متكاملة تعمل بالكامل بالطاقة المتجددة وتدار بأنظمة الذكاء الاصطناعي. الهدف هو خلق بيئة إنتاجية ولوجستية مستدامة تجذب استثمارات صناعية بمليارات الدولارات خلال العقدين المقبلين، ما يجعلها أكبر مدينة صناعية عائمة في العالم.
الموانئ التقليدية حول العالم تمر بمرحلة تحول رقمي، لكن أوكسيجين تمثل قفزة نوعية. فهي ليست مجرد ميناء أذكى أو أكثر أتمتة، بل نموذج صناعي ولوجستي متكامل يعتمد على أحدث التقنيات من الروبوتات إلى الطاقة المتجددة.
- بدلا من تشغيل الميناء بطاقة تقليدية، تعمل جميع مرافقه بالطاقة النظيفة بنسبة 100%.
- بدلا من الاعتماد على أنظمة تشغيل بشرية تقليدية، يدار عبر الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بحركة السفن وإدارة الموارد.
- وبدلا من الفصل بين الصناعة واللوجستيات، يدمجها في منظومة واحدة تعزز الكفاءة وتقلل الهدر.
من التجارب العالمية، ميناء روتردام يستخدم الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بحركة السفن وتحسين الكفاءة. وميناء شنغهاي يعتمد الأتمتة الكاملة والرافعات الذكية. ولكن أوكسيجين يتجاوزهما بكونه أول ميناء صناعي عائم بالكامل يعمل بالطاقة المتجددة، جامعا بين الاستدامة، التقنية، والقدرة الإنتاجية في مكان واحد.
ورؤية المملكة 2030 من خلال أوكسيجين تهدف إلى:
- تعزيز دور البحر الأحمر كممر استراتيجي يربط آسيا وأوروبا وأفريقيا.
- تنفيذ برنامج الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (NIDLP) كأحد محركات التنويع الاقتصادي.
- خلق عشرات الآلاف من الوظائف النوعية في الصناعات الذكية واللوجستيات.
- تحقيق الاستدامة عبر تشغيل المدينة بالكامل بالطاقة النظيفة، بما يجعلها نموذجا عالميا للمدن الخضراء.
- رفع مساهمة القطاع الصناعي واللوجستي في الناتج المحلي، انسجاما مع مستهدفات رؤية 2030.
والأثر الاستراتيجي لذلك، اقتصاديا: تعزيز الناتج المحلي وجذب استثمارات صناعية ولوجستية بمليارات الدولارات. وتقنيا: اعتماد أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات، مما يجعلها مختبرا عالميا للصناعة الذكية. وبيئيا: تشغيل 100% بالطاقة المتجددة وتقليل البصمة الكربونية. وجيوسياسيا: ترسيخ مكانة المملكة كمحور لا غنى عنه في سلاسل الإمداد العالمية.
المثال الوطني
أوكسيجين ليست مجرد رؤية، بل امتداد طبيعي لمشاريع عملاقة مثل ذا لاين ومطار البحر الأحمر، حيث تتلاقى الاستدامة مع التقنية والاقتصاد في بيئة واحدة. هذه المشاريع مجتمعة تؤكد أن المملكة لا تكتفي بمتابعة الاتجاهات العالمية، بل تصنع اتجاهاتها الخاصة.
بينما تركز بعض الدول على تحديث موانئها لتصبح أكثر رقمية، فإن المملكة تبني جيلا جديدا من الموانئ والمدن الصناعية العائمة، ما يجعلها تقفز فوق مراحل التطوير التدريجي إلى الريادة المباشرة.
تساؤل استراتيجي، أوكسيجين ليست مجرد مدينة صناعية أو ميناء عائم، بل مشروع وطني عالمي يجسد كيف يمكن للابتكار والجرأة أن يعيدا تعريف الصناعة واللوجستيات. ومع هذا التحول الكبير، يبرز سؤال استراتيجي: إذا كانت أوكسيجين تجسد قوة المملكة في البحر والصناعة، فما الذي سيجعل المطارات الخضراء والمركبات الكهربائية بوابة لمرحلة جديدة من التنقل الذكي في البحر الأحمر؟ هذا ما سنناقشه في المقال القادم.
فكرة مبادرة، إطلاق تحالف وطني للمدن الصناعية المستدامة، تكون أوكسيجين محوره، لتطوير نماذج تصديرية في الصناعة واللوجستيات الخضراء تقدم للعالم من المملكة.
EngWalid67@











0 تعليق