نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«الأسر المتعففة» في أم القيوين تضيء عتمة حياة أسرة معدمة - اتش دي كورة, اليوم الأحد 9 نوفمبر 2025 11:33 مساءً
أحياناً كثيرة تضيء حياة من خيمت عليهم الظلمة، ولم يسعوا إلى سؤال الناس إلحافاً، وامتطوا صهوة التعفف، ورفعوا مسألتهم إلى الله عز وجل، فسبحانه وتعالى الأعلم، وتفريجه للكرب بموعد ومقدار، وهذه مسلّمات تلخص جوهر حياة الصابرين على الابتلاءات.
ودائماً يسوق الله للمحتاجين، أناساً تشرّع على أيديهم الأبواب المحكمة الإغلاق، فيعملون على فتحها، وتجفيف الدموع الصامتة التي كانت تشكو حال أصحابها بلا صوت، وبثّ الطمأنينة والانشراح في نفوسهم، وإشاعة الأمل والتفاؤل في الأجواء، مع غمر الجميع بالخير، والعطاءات المتنوعة.
الاحتواء والاحتضان
وهذه حال أسرة عربية معدمة، مكونة من أرملة وطفليها، لم يسعوا إلى الجهة الخيرية هذه أو تلك بطلب مساعدة، أو إعانة من أي نوع، رغم الفقر المدقع الذي يعيشونه في جميع مناحيهم، فعندما عصفت أحداث جسام ببلدهم، وأطاحت باستقرارهم، وأمنهم وأمانهم، رأت الأم أن الإمارات دولة الاحتواء والكرم، والحاضنة الأولى لمن أدت أحوال بلدانهم إلى تشتتهم، وبعثرة ترابطهم، فاصطحبت طفليها، وجاءت إلى الدولة، وامتهنت تنظيف المنازل، للحصول على دخل تقتات وطفليها منه.
وأقامت معهما في غرفة صغيرة منعدمة الإمكانات، ولم يكن الأمر المعيشي ميسراً أمامها، ولا عملها سهلاً ومتوافراً، كانت تطرق الأبواب، والأمل يسبقها في فتحها لها للعمل، ومرت الأيام بها من عسر إلى ضنك، والحزن يغمر نفسها، ودموعها الصامتة لا تنقطع على حال طفليها، لعدم استطاعتها توفير أدنى مستلزمات الحياة لهما.. وحدث المتوقع، حيث ومع شحّ حالها، لم تستطع تسديد إيجار الغرفة، ولا فاتورة الكهرباء، فقطعت عنهم.
الأسر المتعففة
وكما أسلفنا.. فمن الناس من اختصهم المولى عز وجل بقضاء الحوائج، وتفريج الكربات، وتفكيك الأزمات، وهذا حدث في قصة هذه الأرملة، فمن دون أن تتقدم بطلب مساعدة إلى أي جهة خيرية، أو تشكو لأحد وضعها وطفليها واحتياجهم، ساق الله لها علي العاصي، رئيس لجنة الأسر المتعففة في أم القيوين التابعة لجمعية «دار البر»، وعما حدث يقول: «منذ نحو شهر، كنا في مسجد الصحابة وقت صلاة العصر، وكانت هناك جنازة لمتوفّى سوداني، لم أكن على معرفة به، وعند خروجي من المسجد، استوقفني ولدان وقالا لي «عمي ممكن أن توصلنا للمقابر؟».
وبسؤالهما عما إذا كانا يعرفان المتوفّى، نفيا ذلك، وقالا إنهما يجلسان في المسجد أحياناً كثيرة، في انتظار الحصول على عطاء المحسنين من التمور والأطعمة. وأخبراني أنهما لم يأكلا شيئاً منذ الصباح. وبالاستفسار عن وضعهما المعيشي، رويا لي أنهما حضرا مع والدتهما إلى الدولة عقب الحرب التي اندلعت في بلدهم. ووالدتهما تمتهن عملاً متواضعاً، لا يكفي عائده لتسديد إيجار الغرفة التي يقيمون فيها، وفاتورة الكهرباء التي قطعت عنهم، ولا يجدون أي مأكل يسدّ جوعهم».
ويضيف العاصي: «سارعنا باستطلاع حالة هذه الأسرة، وتأكدنا بالفعل من سوء وضعهم المعيشي بشكل كامل، فسددنا متأخراتهم من إيجار الغرفة وفواتير الكهرباء، وأعطيناهم ما يكفيهم لتسيير أمورهم، وجار النظر في ما يتعلق بإجراءات إقاماتهم في الدولة».









0 تعليق