اتش دي كورة

أطباء نفسيون: للإدمان الرقمي آثار عميقة في تطور الشخصية والنضج - اتش دي كورة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أطباء نفسيون: للإدمان الرقمي آثار عميقة في تطور الشخصية والنضج - اتش دي كورة, اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2025 12:13 صباحاً

أكد أطباء نفسيون أن الأسرة دورها محوري في الحد من إدمان الأبناء على الأجهزة الإلكترونية. مشيرين إلى أن الأساس في بناء ثقافة رقمية متوازنة داخل الأسرة هي القدوة الحسنة. والأهل ينبغي عليهم تحديد أوقات وقواعد صارمة لاستخدام الأجهزة، مثل منعها أثناء الوجبات أو قبل النوم مباشرة، وتشجيع الأبناء على ممارسة الأنشطة الواقعية، كالرياضة والقراءة. والفعاليات الاجتماعية، كالتحدث عن النشاط اليومي.

كما شدّدوا على أهمية التواصل المفتوح مع الأبناء لفهم أسباب لجوئهم المفرط إلى الأجهزة، وتقديم الدعم النفسي والعاطفي المناسب، ومتابعة نوعية المحتوى الموجّه إليهم لضمان استخدام آمن ومفيد.
الهروب
قالت د. ميرنا شوبح، أخصائية علم النفس الإكلينيكي، بمركز «ميدكير الطبي جميرا»: علامات الإدمان الرقمي لدى الطلبة تتجاوز حدود الاستخدام المفرط للأجهزة، لتصبح مؤشراً على اضطراب في التوازن النفسي والاجتماعي. 
وأوضحت أن الانشغال الدائم بالشاشات والأجهزة غالباً ما يعكس حاجة داخلية للهروب من القلق أو الفراغ أو ضعف التقدير الذاتي. والتعلق المفرط بالجهاز وسيلة للراحة أو آلية دفاعية ضد الإحباط يُعد مؤشراً على اعتماد نفسي متزايد.
وأضافت أن من أبرز العلامات التي يجب الانتباه لها: فقدان الإحساس بالوقت، وإهمال المسؤوليات الدراسية والاجتماعية، والعصبية عند منع الاستخدام، والانعزال عن المحيط، واضطرابات النوم، وتراجع الحافز تجاه الأنشطة الواقعية. 
ورأت أن هذه المظاهر تعكس محاولة الطالب ملء فراغ نفسي بالتفاعل الرقمي، مؤكدةً أن التعامل مع الحالة يجب أن يكون قائماً على التفهم والدعم النفسي والتربوي، وليس على المنع أو العقاب.
وفيما يتعلق بسبل العلاج أو الحد من الإدمان الرقمي، شدّدت د. ميرنا على أن العلاج يبدأ بفهم الدوافع النفسية وراء الاستخدام وليس بمجرد تنظيم الوقت. وقالت «غالباً ما يُخفي الاستخدام المفرط رغبة غير مشبعة في التقدير أو الانتماء، لذا ينبغي الجمع بين الدعم النفسي والتربوي في خطة العلاج».

تراجع التركيز وارتفاع معدلات الاكتئاب


ودعت إلى إرساء حدود واضحة لاستخدام الأجهزة عبر الحوار والاتفاق، وتشجيع الطالب على الأنشطة الواقعية كالرياضة والرسم والموسيقا والتفاعل الاجتماعي الحقيقي. كما أوصت بتقليل وجود الأجهزة في غرف النوم وتوفير بيئة منزلية تحفز التواصل الإنساني. وأشارت إلى أهمية الاستعانة بأخصائي نفسي في حال ظهور فقدان للسيطرة أو أعراض مرافقة كالقلق أو الاكتئاب لمعالجة الأسباب العميقة وراء التعلق بالشاشة.
أما عن التأثيرات النفسية والاجتماعية الطويلة المدى، فأوضحت د. ميرنا، أن الإدمان الرقمي يترك آثاراً عميقة في تطور الشخصية والنضج العاطفي والاجتماعي، والإفراط في العالم الافتراضي يؤدي إلى ضعف القدرة على تحمل الإحباط وتراجع التركيز وارتفاع معدلات القلق والاكتئاب.

ضعف مهارات التفكير


وقال د. وليد العمر، أخصائي الطب النفسي: إن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية يؤثر سلباً في التحصيل الدراسي. والدراسات أثبتت وجود علاقة مباشرة بين الإفراط في استخدام الأجهزة وتراجع الأداء الأكاديمي.
وقال إن الانشغال المستمر بالهواتف قبل الدراسة أو أثناءها يؤدي إلى تشتت الانتباه، وقلة النوم، وانخفاض التركيز، وجميعها تنعكس مباشرة على التحصيل. والاستخدام الزائد يستهلك الوقت المخصص للمذاكرة ويضعف مهارات التفكير النقدي والتحليل. 
مؤكداً أن الإدمان الرقمي يحد الانضباط الذاتي ويؤثر في الالتزام بالدراسة. ودعا إلى تعزيز وعي الطلبة بأهمية إدارة الوقت والتوازن بين الترفيه والتعلم.

التشتت والتنقل


وفيما يتعلق بالعلاقة بين إدمان الإنترنت وضعف التركيز والانتباه، أوضح د. العمر أن الإفراط في استخدام الإنترنت يدرّب الدماغ على التشتت والتنقل السريع بين المهام، ما يقلل قدرة الطالب على التركيز في مهمة واحدة لمدة طويلة. كما أشار إلى أن المحتوى السريع والمحفّز على الإنترنت يرفع مستوى التحفيز الذهني، فيصعب على الدماغ تقبّل المهام الدراسية البطيئة والمجهدة ذهنياً.
وأضاف أن ضعف النوم نتيجة الاستخدام الليلي للأجهزة يؤدي إلى تراجع الانتباه في اليوم الدراسي التالي. كما أن فقدان التنظيم الذاتي يجعل الطالب عاجزاً عن التحكم في وقته وأولوياته. وأكد أن بعض الدراسات العلمية أظهرت أن إدمان الإنترنت يحدث تغييرات في المسارات العصبية المسؤولة عن التحكم والتركيز، ما يؤدي إلى تدهور تدريجي في القدرات المعرفية.

عزلة اجتماعية


وأشار د. العمر، إلى أن الاستخدام الزائد للأجهزة الرقمية يرتبط ارتباطاً مباشراً بتدهور الصحة النفسية لدى الطلبة. وقال إن التعرّض المستمر لمحتوى مثالي وغير واقعي عبر وسائل التواصل، يزيد مشاعر القلق والاكتئاب ويؤدي إلى مقارنة سلبية بالآخرين. كما أن قلة التفاعل الواقعي تعزز العزلة الاجتماعية وتضعف مهارات التواصل.

ضعف التفاعل والانطوائية


وأكدت د. حنان قابيل، أخصائية نفسية أن الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل تؤثر بوضوح في سلوك الطلبة داخل الصف. وقالت إن التعود على المحتوى السريع والمحفّز بصرياً يقلل قدرة الطالب على التركيز داخل الفصل ويجعله أقل تفاعلاً مع الأنشطة التعليمية الواقعية.
وأوضحت أن بعض الطلبة قد يُظهرون اندفاعاً أو عصبية بسبب التأثر بالمحتوى العنيف في الألعاب، في حين يعاني آخرون الانطوائية وضعف التفاعل نتيجة الاعتماد المفرط على التواصل الرقمي. وأشارت إلى أن أنماط الحوار غير اللائقة المكتسبة من الإنترنت قد تؤثر في سلوك الاحترام والانضباط داخل المدرسة.

أخبار متعلقة :