نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بين الأمل والاستبعاد.. معلمون ينتظرون إنصافهم من وزارة التعليم - اتش دي كورة, اليوم السبت 1 نوفمبر 2025 10:50 مساءً
من بين المهن جميعها التي يمكن أن يمارسها البشر، تأتي مهنة التعليم كواحدة من أنبل المهن وأكثرها حاجة لاختيار من يمارسها بدقة، وحينما تنجح وزارة التعليم في أي بلد في إعداد المعلم وتدريبه فهي تبني أساسا متينا ينهض به الوطن ويعلو بتوفيق الله تعالى، ولا ننكر بل نطالب بالمزيد من الإعداد وحسن الاختيار لهذه المهنة الشريفة قبل كل شيء، ولكن حين يتم هذا الاختيار بكل مراحله وعقباته لعدد كبير من المعلمين ثم يعاد النظر لسبب غير واضح وبالتالي يفقد المرشح وظيفته ذلك يتطلب من الوزارة سرعة التوضيح والبحث عن حل منصف للمستبعدين! وذلك ما حدث لمرشحي الوزارة لعام 1447.
الاستبعاد صدم المعلمين وأثار تساؤلات واسعة بعد استكمال المرشحين سلسلة من الخطوات الرسمية والإجراءات المعتمدة والمتعارف عليها، حتى أن الوزارة شهدت لهم بعبارة صريحة ( تشهد وزارة التعليم بأن الموظف أعلاه أحد منسوبيها)! وتم تفعيل حسابهم في نظام فارس بالوزارة، (وهو النظام الذي تعتمده الوزارة لمنسوبيها ليقدم لهم خدمات الكترونية) وقدم لهم تعريف الراتب هذا فضلا عن اجتيازهم للمقابلة الشخصية ولاختبار قياس (وهو اختبار يقيس كفاءة المعلمين وفق معايير دقيقة) وهذا الاختبار شهادة كفاءة لمن يجتازه! وبعد الترقب والضغط النفسي الكبير والأحلام التي بنيت والقرارات التي اتخذوها تبعا لهذا التعيين تأتيهم رسالة موجعة ومربكة (تعتذر وزارة التعليم عن ترشيحكم)، والعدد الكبير من الحالات المستبعدة يجعل من الموضوع شأنا عاما يستحق المراجعة وإعادة النظر مع حاجة الميدان التعليمي للمزيد من المعلمين والمعلمات.
الأكثر إيلاما أنهم ليستوفوا شروط الترشيح كان عليهم أن يفقدوا وظائفهم وبالتالي إلغاء التأمينات الاجتماعية الخاصة بهم! كثير منهم يعيلون أسرا، ويعتمد عليهم أفراد أسرهم من أعمالهم السابقة التي فقدوها! وقد ترتب على إلغاء تعيينهم التزامات مالية ومعيشية صعبة، ولكم أن تتخيلوا القروض التي تئن بها جيوبهم التي خلت والأقساط الشهرية التي عليهم أن يتدبروها عاجلا، ويتحملوا تبعات عدم قدرتهم على السداد، ولكم أن تستمعوا للغصات التي تعلق في حلوقهم والشعور بالعجز الذي باتوا يتجرعونه أمام صمت الوزارة كل هذا الوقت عن التراجع عن استبعادهم وإتمام توظيفهم.
الغريب أن الاستبعاد يتعارض مع بند 28 من دليل الموارد البشرية الذي يؤكد على أن المفاضلة تكون قبل المقابلات وليس بعدها، الأمر الذي لم تنتهجه الوزارة مع المرشحين! بل أرسلت لي إحدى المتضررات بالاستبعاد إجابة عن سؤال وجهته للمساعد الذكي في موقع جدارات (المنصة الوطنية الموحدة للتوظيف) وأجابها بشفافية طاغية «إذا تم تسجيلك في نظام فارس الخاص بالمعلمين وتم إصدار تعريف راتب خاص بك فهذا يعني أن إجراءات التوظيف قد اكتملت بشكل رسمي وأصبحت موظفا رسميا في وزارة التعليم». ويبقى السؤال قائما ما الأسباب الإدارية أو التنظيمية التي أدت لهذا الالتباس المؤلم؟ وبالتالي على الوزارة الخروج بتبرير منطقي وقانوني!! فمن المسؤول عن ذلك الإرباك والوجع؟ ليس للمعنين فقط بل ولأفراد أسرهم.
المفارقة المؤلمة أن المستبعدين تلقوا رسائل تهنئة من الوزارة بيوم المعلم على اعتبار أنهم من منسوبيها! مما يؤكد لهم أنها لا تزال تعترف بهم فكيف تعتذر لهم؟ وهذا يضاعف إحساسهم بالخذلان بعد انتظار طويل.. وما زالوا ينتظرون الإنصاف بأمل كبير.
أخبار متعلقة :