عندما تكون بين الكبار..! - اتش دي كورة

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عندما تكون بين الكبار..! - اتش دي كورة, اليوم الخميس 6 نوفمبر 2025 03:37 صباحاً


الجري الحثيث الذي نقوم به لنصل في الوقت المناسب أمر أصبح جزءا من وتيرة حياتنا اليومية، ليس المعنى بالوصول ساعة الدوام المربوطة ببصمة الإصبع التي تجعلك متوتر الأعصاب في ساعات الصباح الأولى، عندما يأخذك النوم لعشر دقائق إضافية عن المعتاد، مع الأخذ في الاعتبار أن من حولك يعتقد بمبالغتك في تقديرك لتلك العشر دقائق، إلا أنها كفيلة بأن تضعك في نهاية الصف من تعداد الباصمين على ذلك الجهاز صغير الحجم والكريه للغالبية.. عشر دقائق فقط تفصلك عن خط النهاية من المعاناة اليومية المزدحمة بالكثيرين ممن يشبهوك، الأمر لا يقف عند هذا الحد بل قد تمنعك من المرور بالمقهى القريب من البيت لتحصل على كوبك من قهوة اليوم المصنوعة من البن البرازيلي بحجم وسط مع عبوة من الماء البارد وقطعة من الكعك، لتضطر على تحمل تلك القهوة التعيسة التي يصنعها العامل داخل المكتب.. لا تغضب أنعم الله عليك بعشر دقائق إضافية فلتتحمل النتيجة، ولعلها منحة من الله كنت بحاجة إليها.. فلا تسير كل الخطط كما نتمنى دائما.. سيبقى ذلك اليوم ذكرى، إنما لا تجعل منه عادة فيكمن الخطر.

طرح سؤال في أحد اللقاءات (البودكاستية) لشخصية من الناجحين في مجالهم وهو «كيف أصبحت من الناجحين..؟»، وكانت الإجابة عبارات طويلة ومنهجية حياة تحتاج إلى إعادة تأهيل، على الرغم من أن الضيف بدأ إجابته بعبارة «الموضوع بسيط جدا»، ربما لأنه وصل لما يريد أصبح الموضوع بسيط جدا من وجهة نظره لا من وجهة نظر من فاته جهاز البصمة.. إنما أكثر نقطة لفتت انتباهي لها ووجدتها فعلا بسيطة جدا لو أنني غيرت قليلا من برمجة ساعة المنبه الموجودة في هاتفي، وهي: العادات اليومية الصحيحة، ويشمل ذلك الاستيقاظ المبكر، الحرص على الراحة والنوم الكافي، ممارسة الرياضة، اتباع نظام غذائي صحي، تصفية الذهن، أكتفي بهذا القدر من النصائح للنجاح ليقيني أنه أمر ليس باليسير ولأنه محور التغير.

من يعرفني يفهم ما أعنيه بالجهد المطلوب لتصبح شخصا نهاريا، ففي حياتي السابقة كنت من الأشخاص الليليين، الذين لا تغفى عيونهم قبل أن يتجاوز الوقت منتصف الليل بساعات عدة، على الرغم من أن دوامي في تلك الفترة كان في تمام الساعة السابعة، وأذكر أنني كنت دائما تحت الخط الأحمر، وهذا الخط الأحمر هو شقيق جهاز البصمة من الزوجة الأولى.. وبقدرة قادر أصبحت شخصا صباحيا، وأيضا على الرغم من مرونة دوامي وقدرتي على اختيار وقت العمل كما أريد، وكأنني من الأشخاص الذين يسيرون عكس البقية بعد أن خفت عن كاهلي قوانين الانضباط الوظيفي.. إلا أنني لمست الفرق جليا، خاصة في موضوع البركة التي يرددها آباؤنا وأمهاتنا بيقين مصدره سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح.. يقين أدركه من حولنا من الأمم وأصبح منهاج حياتهم.. ولعل عشاق السفر يدركون منهجية الغرب في التعامل مع أيام الدوامات عندما نباغتهم بوجودنا في شوارعهم بعد الغروب، الأمر الذي لم نعتد عليه في بلداننا المستيقظة طوال اليوم بنظام الشفتات المتناقلة من شفت الليل للسهرانين ليستلم شفت الصباح طلبة المدارس وأصحاب الدوامات.. مع نظرة تفاؤلية للمحيط الذي أدرك تلك القيمة من الشباب والكبار على حد سواء وقوة إرادة للتغير.. أستطيع القول إن مفتاحا من مفاتيح النجاح أصبحنا نملكه، والبقية جارٍ العمل عليها منذ فترة مضت.

‏eman_bajunaid@

أخبار ذات صلة

0 تعليق