التحول العربي برؤية الأمير محمد بن سلمان - اتش دي كورة

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التحول العربي برؤية الأمير محمد بن سلمان - اتش دي كورة, اليوم الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 10:41 مساءً

تشهد المنطقة العربية في السنوات الأخيرة تحولات جيوسياسية عميقة غيرت من طبيعة المشهد الإقليمي وموازين القوى الدولية بعد عقود كانت فيها المنطقة ساحة صراع للمشاريع غير العربية.

واليوم تتقدم السعودية بقيادة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لتقود مرحلة جديدة من إعادة تشكيل المنطقة وفق رؤية عربية واضحة تستند إلى المصالح الوطنية والتنمية المستدامة لا إلى الشعارات أو الارتجال السياسي، وهذا التحول الاستراتيجي لا يقوم على المواجهة بل على صياغة واقع جديد يجعل القرار العربي فاعلا في موازين القوى العالمية.

منذ انطلاق رؤية السعودية 2030 برزت ملامح مشروع عربي متكامل يعيد تعريف العلاقة بين الداخل العربي ومحيطه الدولي، مشروع يعتمد على تنويع الاقتصاد وبناء القوة الذاتية وتحقيق السيادة السياسية الكاملة في اتخاذ القرار بعيدا عن تأثير القوى الخارجية، حيث إن هذه الرؤية جعلت المملكة مركز ثقل سياسي واقتصادي في العالم، ومصدر استقرار في منطقة طالما عانت من الفوضى والاضطراب في مقابل المشاريع الإقليمية الأخرى (الإيراني والتركي والإسرائيلي) التي تنافست على ملء الفراغ العربي خلال العقود الماضية. وقد جاء المشروع العربي بقيادة السعودية ليطرح بديلا واقعيا يقوم على التنمية والشراكات المتوازنة والوساطة الدبلوماسية، وقد برزت نتائج هذا النهج في ملفات عدة من إعادة العلاقات مع إيران إلى دعم الاستقرار في سوريا واليمن والسودان ولبنان، وهو ما رسخ مكانة الرياض كقوة سلام إقليمية تعتمد الحوار كأداة نفوذ.

كما نجحت المملكة في الإسهام بإعادة بناء منظومة العلاقات العربية على أساس المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل، مما جعل القرار العربي أكثر انسجاما واستقلالا عن تأثير القوى الكبرى.

وعلى الصعيد الدولي تمكنت السعودية من تحقيق توازن دقيق بين الشرق والغرب، ففتحت آفاق التعاون مع الصين وروسيا في مجالات الطاقة والتقنية دون أن تقطع صلاتها الاستراتيجية بالولايات المتحدة وأوروبا، الأمر الذي منحها موقعا فريدا في إدارة التوازنات العالمية ومع تصاعد مكانتها في (مجموعة العشرين ومنظمة أوبك بلس) باتت المملكة رقما رئيسيا في الاقتصاد والسياسة الدوليين، وأصبحت وجهة أساسية لصناع القرار والمستثمرين على حد سواء، لأن التحول في مفهوم القوة العربية اليوم لم يعد قائما على الخطاب العاطفي بل على واقعية استراتيجية تقوم على ثلاث ركائز هي: اقتصاد متنوع قادر على مواجهة تقلبات السوق العالمي، وسيادة سياسية كاملة ترفض التبعية، وتحالفات مرنة تحقق المصالح وتضمن الاستقرار.

والنموذج السعودي الجديد يقدم صورة مختلفة للعرب أمام العالم صورة الدولة الحديثة التي تجمع بين الانفتاح والإصلاح وبين الحزم والسيادة، لأن الدور العربي لم يعد رد فعل على تحركات الآخرين بل أصبح هو المحرك الرئيسي للمعادلات الجديدة في الإقليم في زمن تتسارع فيه الأحداث الدولية من الحرب في أوكرانيا إلى التنافس الصيني الأمريكي يبرز الصوت العربي بقيادة السعودية كقوة توازن واستقرار قادرة على إدارة الملفات المعقدة بواقعية وعقلانية.

وبهذا لقد استطاع ولي العهد أن ينقل المملكة من مرحلة الدفاع عن الموقف إلى مرحلة صناعة القرار ومن موقع المراقب إلى موقع المؤثر، مستندا إلى رؤية شاملة تعيد تعريف العلاقة بين السياسة والاقتصاد والأمن في المنطقة.

وهكذا يمكن القول إن ما يجري اليوم هو لحظة عربية استثنائية تتجاوز حدود السعودية لتشمل فضاء عربيا أوسع، حيث تعود العروبة إلى مركز القرار بعد أن كانت غائبة لعقود بفضل قيادة شابة طموحة أعادت الثقة بالقدرة على المبادرة والتأثير، إنه تحول تاريخي يؤشر إلى بداية مرحلة جديدة في الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط عنوانها الوضوح في المصالح والسيادة في القرار والعقلانية في إدارة التحالفات.

أخبار ذات صلة

0 تعليق